علماء
وشيوخ من زاوية ڤجال
الشيخ
سيدي الطيب حمادوش
الشيخ
سيدي الطيب بن حماد وش البركة ، المتبرك به ولد سنة 1872م كان وحيد أبيه ، حفظ
القرآن وهو ابن عشر سنين .أخذ مبادئ النحو والفقه الأولى على يدي الشيخ الدراجي
الراشدي العيادي(28)، ثم انتقل إلى زاوية الشيخ الحداد بصدوق ليواصل تعلمه
،ولكن وفاة والده عجلت بعودته فتولى بعده
مسؤولية البيت المبارك والزاوية
العامرة وهو شاب يافع تجاوزالعقد الثاني من العمر بسنة ، وقف إلى جانبه الشيخ
الدراجي عيادي بناء على وصية من والده ، فكان سنده القوي ، ومرجعه الأمين إلى أن
اشتد عوده ، وتمكن من نفسه .
كان الشيخ سيدي الطيب رحمه الله رجلاحازما فارسا لا يترك سلاحه قائما
وقاعدا وكان جادا لا يعرف الخمول ولا الفتور ذكيا يتمتع بفراسة حادة مكنته من
معرفة الرجال وتمييزالقريب من البعيد والحليف من الكائد وكشف مكائد الخصوم
ومواجهتهم بما يبيتون له. كما جمع إلى جانب هذه الخصال الورع والتقوى والتزام
الذكر وتلاوة القرآن .
لم يكن الشيخ الطيب رجل علم وتعليم
كوالده ولكنه كان بورعه وتقواه رمزا روحيا لأهل المنطقة ولم تتوقف الزاوية في عهده
ولكنها شهدت نوعا من الفتور ، نظرا لانشغال الشيخ الطيب بالعمل الفلاحي ، لسد
حاجات الأسرة النامية ،والإنفاق على الطلبة
،وإيواء عابري السبيل وإطعام السائلين والأيتام .ويبدو أن انتشار الفقر والمجاعة
خاصة خلال العشرينات من القرن العشرين، وازدياد حاجة الناس إلى الطعام جعلت الشيخ
الطيب يصرف جهده نوعا ما عن التركيز على التعليم بالزاوية ،ويوجه اهتمامه إلى
العمل الزراعي للقيام بدوره الاجتماعي على خير وجه ،امتثالا لقوله تعالى :"
فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة ، أو اطعام في يوم ذي مسغبة ؛
يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة " سورة البلد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق