الجمعة، 17 أبريل 2015

الشيخ سيدي الطيب حمادوش

 علماء وشيوخ من زاوية ڤجال




  الشيخ سيدي الطيب حمادوش



 
الشيخ  سيدي الطيب بن حماد وش البركة ، المتبرك به  ولد سنة 1872م كان وحيد أبيه ، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين .أخذ مبادئ النحو والفقه الأولى على يدي الشيخ الدراجي الراشدي العيادي(28)، ثم انتقل إلى زاوية الشيخ الحداد بصدوق ليواصل تعلمه ،ولكن وفاة والده عجلت بعودته  فتولى بعده مسؤولية البيت المبارك  والزاوية العامرة وهو شاب يافع تجاوزالعقد الثاني من العمر بسنة ، وقف إلى جانبه الشيخ الدراجي عيادي بناء على وصية من والده ، فكان سنده القوي ، ومرجعه الأمين إلى أن اشتد عوده ، وتمكن من نفسه .
  كان الشيخ سيدي الطيب رحمه الله رجلاحازما فارسا لا يترك سلاحه قائما وقاعدا وكان جادا لا يعرف الخمول ولا الفتور ذكيا يتمتع بفراسة حادة مكنته من معرفة الرجال وتمييزالقريب من البعيد والحليف من الكائد وكشف مكائد الخصوم ومواجهتهم بما يبيتون له. كما جمع إلى جانب هذه الخصال الورع والتقوى والتزام الذكر وتلاوة القرآن .
لم يكن الشيخ الطيب رجل علم وتعليم كوالده ولكنه كان بورعه وتقواه رمزا روحيا لأهل المنطقة ولم تتوقف الزاوية في عهده ولكنها شهدت نوعا من الفتور ، نظرا لانشغال الشيخ الطيب بالعمل الفلاحي ، لسد حاجات الأسرة  النامية ،والإنفاق على الطلبة ،وإيواء عابري السبيل وإطعام السائلين والأيتام .ويبدو أن انتشار الفقر والمجاعة خاصة خلال العشرينات من القرن العشرين، وازدياد حاجة الناس إلى الطعام جعلت الشيخ الطيب يصرف جهده نوعا ما عن التركيز على التعليم بالزاوية ،ويوجه اهتمامه إلى العمل الزراعي للقيام بدوره الاجتماعي على خير وجه ،امتثالا لقوله تعالى :" فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة ، أو اطعام في يوم ذي مسغبة ؛ يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة " سورة البلد .
روى لي الشيخ محمد خلفي أطال الله عمره ، أن الشيخ الطيب كان يدخل عند أبيه الشيخ بوزيد  وهو يعلم القرآن بالزاوية فيقول له "إطعام الطعام ، إطعام الطعام ياسي بوزيد ".في إشارة منه إلى أن إطعام الطعام اليوم أولى ،لشدة حاجة الناس إليه .
 كانت للشيخ الطيب علاقات وطيدة مع كثير من الأعيان من مختلف العروش والدواور نذكرمنهم  الشيوخ  : الشيخ علي البارشي ،والشيخ الربيعي من الحمالات ،والشيخ الذباح خلفي ،والشيخ علي بن المداني، والشيخ الساسي غربي، والشيخ الحمادي حماني والشيخ الميلود حماني والشيوخ الإخوة البشير والمعاوي والصديق بن شطة ومن الفتاتشه الشيوخ سليمان وإسماعيل والسعيد ومن الكساكسة الشيخين ساعد والخوني عمارومن الزراقنة الشيخين الطاهر والمبروك وغيرهم . وكان منهم من يأخذ عنه ما يسمى بالميثاق وهو في شكله ، عبارة عن أوراد يومية تتضمن تلاوة آيات من الذكر الحكيم ،وأدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو مستوحاة منها وفي غايته هو عهد يقطعه المريد على نفسه بأن يرابط من أجل خدمة الإسلام بعلمه ، أو ماله ،أو جهده ،أو روحه إذا دعا داعي الجهاد . وكان من أقرب المقربين للشيخ سيدي الطيب الشيخ بوزبد خلفي- رحمه الله - الذي قدّم للزاوية كل ما يملك واستقر بها يعلم القرآن ويقوم على شؤون الطلبة والمسجد وظل وفيا للزاوية والعائلة حتى توفي وعلى ذلك وصى ابنه الشيخ محمد خلفي الذي لم يقصر يوما في مد يد العون للمسجد وطلبة الزاوية إلى يوم الناس .وكان من أبرز مساعدي الشيخ سيدي الطيب في أعماله المختلفة الشيخ حمو صفيح –رحمه الله -الذي كان يرافقه في الحل والترحال .يدير أعماله الفلاحيه ،وشؤونه المالية ، وينوب عنه في إمضاء عقوده  فلم يعرف أحد وضع فيه  الشيخ سيدي الطيب ثقته مثل حمو صفيح .
انتقل الشيخ سيدي الطيب إلى رحمة ربه يوم الاثنين 29 ماي سنة 1933م أثناء أدائه لصلاة المغرب فخلفه من بعده ستة رجال أكبرهم سيدي محمد الصديق الذي تولى الأمر من بعده ، وأصغرهم الشهيد عبد الحميد الذي كان عمره إذاك أربع عشرة سنة .وبينهما سيدي عبد العزيز وسيدي عبد الله ، وسيدي عبد الرحمن وسيدي الطاهر ، وترك من الإناث خمس نساء هن : الحاجة ، وحضرية ،وفاطمة ،ورقية ،وأم كلثوم رحمهم الله جميعا .                       




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق