الجمعة، 17 أبريل 2015

إفتتاحية العدد الأول | مجلة منبر قجال




إفتتاحيةالعدد الأول 

 مجلة منبر قجال






بمشيئة الله تعالى وتوفيقه يشرفنا-نحن الطاقم الجديد للجمعية الدينية للمسجد الجامع عبد الله بن الزبير"- أن يكون أول ما نسطره في سجل أعمالنا المباركة هو هذا المولود الإعلامي الذي سميناه على بركة الله " منبر قجال " والذي نتقدم به إلى كل إخوتنا في الدين والوطن ،نهنئهم من خلاله بهذا العدد الهائل من المناسبات الدينية والوطنية التي تزامنت وبداية شروعنا في الإعداد لبناء المسجد الجامع الجديد بقجال . إنها مناسبات كلها بركة وخير وأمل ؛في أجوائها نعيش الأيام العشر من شهر ذي الحجة والتي روى فيها  ابن عباس مرفوعا:" ما من أيام العمل الصالح أحبُّ إلى الله فيهن من هذه الأيام  يعني عشر ذي الحجة قالوا :ولا الجهاد في سبيل الله ؟  ، قال :ولا الجهاد في سبيل الله ،إلاّ رجلا خرج بنفسه وماله ،ثم لم يرجع من ذلك بشيء   ، رواه البخاري.

ونعيش كذلك أيام الحج المباركة بكل ما تحمله لنا من معاني روحية وأفكار نعيش من خلالها التجرد لله في الفكر والعمل وبذل الجهد في سبيل الله ،والسعي من أجل التثبيت لقيم التوحيد العدل والأخوة والتسامح والسلام  والتلاقي والتعاون في النفوس والعلاقات بين الأفراد والجماعات والأمم .

ونعيش كذلك ذكرى يوم الشهيد الوطني متزامنة مع أيام عيد الأضحى المبارك حيث تتعانق المناسبتان في إبراز قيم التضحية والفداء ، التي وإن اختلفت في أشكالها فإنها اتحدت في المعاني التي نقرأها في روح إبراهيم (عليه السلام) وهو يواجه البلاء المبين في أعز ما يملك في ولده الوحيد في حبه المتصل بعمق المشاعر والأحاسيس الإنسانية فينتصر في آخر جولة الصراع النفسي العنيف حب الله تعالى وامتثال أمره انتصارا للحق المطلق والوجود الحقيقي لأن كل ماخلا الله باطل .

كما نقرأ تلك المعاني  في روح الشهيد وهو يحمل روحه بين يديه يقدمها خالصة لله انتصارا للعقيدة  وتحريرا للوطن ودفعا للشر والظلم والبغي .

إنها المعاني التي نعيش من خلالها التجربة الواعية والمسؤولة فيما يمكن للإنسان أن يواجه من تحديات الواقع بكل ما فيه من إكراهات تحاول من خلالها قوى النفاق والشقاء زحزحة العامل في حقول البر والخير عن قناعاته والتشويش عليه وتثبيط عزائمه بأساليب التخويف مما يمكن أن يجلب له الأذى ،أو التشكيك في جدوى مسعاه ،أو استفزاز مشاعره لدفعه إلى التهور في ردوده ومواقفه .ومجمل القول في هذا أن معاني التضحية في كل من موقف إبراهيم عليه السلام وتضحية الشهيد تشد من عزيمة الواقفين في خطوط الدفاع عن قيم الخير والنبل والشرف والعزة والكرامة في هذا البلد الطيب المبارك .
ولقد ضمَّنا العدد الأول من مطبوعة " منبر قجال" مواضيع تتصل بمناسبة بداية الشروع في انجاز المسجد الجامع الجديد والمرافق الملحقة به ؛ حيث يأتي موضوع :قجال عبر التاريخ للتعريف ولو بشكل مبسط بما مر بهذه المنطقة من العصر الروماني ،إلى العصر الإسلامي ،إلى قدوم سيدي مسعود (قدس الله سره) وإنشاء الزاوية ، وما رافق ذلك من تحول قجال إلى قرية دينية مقدسة يزورها علماء أجلاء من أمثال سيدي عبد الرحمن الأخضري (رحمه الله) للتبرك والتعليم والانقطاع للتأليف. مما يستدعي النظر خاصة من طرف أولى الأمر ،للاهتمام بمنطقة قجال كمنطقة دينية مقدسة ينبغي المحافظة على قدسيتها وتجنيبها كل ما يسيء إلى طابعها الديني ،وإصلاح مقبرتها ومقام سيدي مسعود (قدس الله سره) لتنظيم السياحة الدينية للزائرين والزائرات من المتعلقين بحب آل البيت وزيارة مقاماتهم والتبرك بها والدعاء عندها .
أما الموضوع الثاني فقد حاولنا من خلاله التعريف ببعض العلماء والشيوخ الذين أشرفوا على الزاوية وعلموا بها ،مما يؤكد الدور التاريخي الذي اضطلعت به زاوية قجال كمنارة للإشعاع الديني والمعرفي ، والإصلاح الاجتماعي ،قام به علماء أجلاء وشيوخ زهاد نذروا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله .
 كما لم يفت مطبوعة "منبر قجال " أن تخصص جزءا من صفحاتها " للحديث عن المصاب الجلل الذي تمثل في فقدنا للعلامة الشيخ الخير رحال (رحمه الله تعالى) .






                                                                      أسرة التحرير




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق